في إقامة العدل والدين وهو سبيل المؤمنين والخلفاء الراشدين فيصل بن تركي جعل الله في عدادهم متبعا لسيرهم وآثارهم آمين..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد أعلم أن الله أنعم علينا وعليكم وعلى كافة أهل نجد بدين الإسلام الذي رضيه لعباده دينا وعرفنا ذلك بأدلته وبراهينه دون الكثير من هذه الأمة الذين خفي عليهم ما خلقوا له من توحيد ربهم الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه ولإصلاح للعباد في معاشهم ومعادهم إلا بمعرفة هذا الدين وقبوله والعمل به ومحبته واستفراغ الوسع في ذلك علما وعملا والدعوة إليه والرغبة فيه وأن يكون أكبر هم الإنسان ومبلغ عمله ليحصل له النعيم المقيم الأبدي والسرور السرمدي.
وقد وقع أكثر من أنعم الله عليهم بهذه النعمة في التفريط في شكرها والتهاون بها وعدم الرغبة فيها والإشتغال بما يشغل عنها من الرغبة في الدنيا والإقبال عليها والتحدث بها والعمل بموجبها وقد وقع بالغفلة عن شكر هذه النعمة من التفريط فيها والإشتغال بما يشغل عنها من الرغبة في الدنيا والإقبال عليها مالا يخفى على ذوي البصائر وقد ذم الله تعالى في كتابه أهل الغفلة والإعراض أعاذنا الله وإياكم من اتباع سبيلهم قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} فعلينا وعليكم أن نقوم على من قدرنا على القيام عليه ببذل الجهد والاجتهاد بالنصيحة لجميع المسلمين بتذكيرهم ما أنعم الله به عليهم ببذل من الدين وتعليمهم ما يجب عليهم تعليمه مما فيه صلاحهم وفلاحهم ونجاحهم وسعادتهم ونجاتهم من شرور الدنيا والآخرة وقد قال تعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} فإذا كان هذا في أناس في عهد النبوة والقرآن ينزل فمن بعدهم أحرى بأن يكونوا كذلك.