إذا فهمتم ذلك وعقلتموه علمتم أن من المصائب في الدين ما يقع اليوم من كثير ممن يدعي الإسلام مع هؤلاء الذين يأتونهم من أهل الشمال وهم يعلمون أن الأوثان التي تعبد وتقصد بأنواع العبادة موجودة في بلادهم وإن الشرك يقع عندهم من الأقوال والأعمال ولا يحصل منهم نفرة ولا كراهة له مثل هؤلاء الذين لا يعرف منهم أنهم عرفوا ما بعث الله به رسوله من توحيد ولا أنكروا الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله بل الواقع منهم إكرامهم وإعظامهم بل زوجوهم نساءهم فأي موالاة أعظم من هذا وأي ركون أبين من هذا أين العداوة لهم والبغضاء؟ هل كان ذلك الذي شرع الله وأوجبه على عباده خاصا بأناس كانوا فبانوا والناس بعد أولئك القرون قد صلحوا أم كان الشرك[1].[2].. [1] آخر ما وجد. [2] الدرر2/126.
الرسالة الثانية والخمسون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"52"
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخوان من أهل القصيم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته "بعد" اعلموا وفقنا الله وإياكم لمعرفة العلم النافع والعمل به تفهمون أن الله سبحانه من على أهل نجد بتوحيده بالعبادة وترك عبادة ما سواه وهذه نعمة عظيمة خص الله أهل نجد بالقيام فيها من الخاصة على العامة لكن لمن عرف قدرها والغفلة ذمها الله في كتابه وذكر أنها صفة أهل النار تعوذ بالله من النار بقوله: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} وذم أهل الإعراض بقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} وهو القرآن ولا تعرفون العبادة التي خلقكم الله لها إلا من القرآن من أوله إلى آخره يبين لكم كلمة الإخلاص لا إله إلا الله ولا يصح إسلام إلا بمعرفة ما دلت عليه هذه الكلمة من نفي الشرك في العبادة والبراءة منه وممن فعله ومعاداته وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له والموالاة في ذلك فمن الآيات التي بين الله تعالى فيها هذه الكلمة قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ