نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 182
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تطير أو تطير لهن أوتكهن أو تكهن لهن أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" [1]؛ ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "أو تكهن أو تكهن له" إشارة إلى أن من تلقى الكهانة عمن يتعاطها، فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففيه وعيد وتحذير من مجرد إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ممن يدعون معرفة الغيب -ولو لم يصدقهم- ويشهد لهذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" [2]. هذا إذا سأله ولم يصدقه. أما إذا سأله، ودقهن فالوعيد أشد -والعياذ بالله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضا، أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم" [3].
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله معلقا على هذا الحديث: ظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان[4].
فإذا كان هذا حال من أتى الكاهن، فما هو حال الكاهن نفسه؟!
المسألة الثالثة: التنجيم
أولا: تعريفه
التنجيم -كما يزعم أهله: هو الاستدلال على الحوادث الأرضية قبل حدوثها بالنظر في الأحوال الفلكية[5]؛ فيخبر أهل هذه الصناعة عما سيقع في العالم مستقبلا، ويزعمون أنهم استفادوا ذلك من النظر في سير الكواكب في مجاريها، واجتماعها واقترانها، زاعمين أن لها تأثير في العالم السفلي[6]. [1] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 117، وقال: "ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقه". وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 33: "رواه البزار بإسناد جيد". [2] صحيح مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة، وإتيان الكهان. [3] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطب، باب في الكاهن. والترمذي في جامعه، كتاب الطهارة، باب ما جاء كراهية إتيان الحائض. وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض.
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/ 739، وفي صحيح سنن الترمذي 1/ 44. [4] فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص411. [5] انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 35/ 192. [6] انظر التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام للدكتور عبد المجيد المشعبي ص31-33.
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 182