نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 261
وعلى ذلك تكون هذه الرواية قد وقعت في خطأ فاحش، إذ كيف يصعد بعشا ملك إسرائيل بعد موته بعشر سنين ليحارب آسا ملك يهوذا؟!
إن هذا قليل من كثير مما تحتويه أسفار العهد القديم. ولقد كان من نتاج فحص هذه الأسفار بواسطة علمائها أن وجدت الكنسية الكاثوليكية وهي التي تتمسك بشدة بعقيدة الإلهام واعتبار كل الكتاب موحى به من الله -أن عليها إصدار بيان يواجه مثل هذه الحقائق التي لم تعد تقبل المراء فيها. فلقد بحث المجمع المسكوني الثاني[1] للفاتيكان "1962-1965" هذه المشكلة التي تتعلق بوجود أخطاء في بعض نصوص أسفار العهد القديم، وقدمت له خمس صيغ مقترحة استغرق بحثها ثلاث سنوات من الجدل والمناقشة وأخيرًا تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة إذ صوت إلى جانبها 2344 ضد 6 أصوات. وقد أدرجت الوثيقة المسكونية الرابعة عن "التنزيل" فقرة تختص بالعهد القديم "الفصل الرابع ص53" تشير إلى وجود شو ائب به، وإلى بطلان بعض النصوص وبشكل لا يسمح بأية معارضة.
وتقول هذه الفقرة ما نصه:
"بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح، تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان بما لا تقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان، غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان، ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي"[2].
إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كم من المؤمنين بقداسة هذه الأسفار واعتبارها تعليمًا إلهيًا موحى به من الله. يعلم هذا الذي قررته الكنيسة الكاثوليكية بشأنها وما تحتويه من شوائب وبطلان؟ [1] عقد المجمع الأول في عام 1869. [2] دراسة الكتب المقدسة ص59-60.
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 261