نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 264
اختلافًا كبيرًا، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أيا منها قد نجا من الخطأ. ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية.
إن أغلب النسخ الموجودة في جميع الأحجام تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائمًا إعادة القراءة الصحيحة"[1].
إن هذا القدر الضئيل يكفي للتذكير مرة ثانية بقول "الحق" في القرآن عن أسفار العهد الجديد وكاتبيها وكهانها ومن تابعهم في الأقوال والأفعال: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 14] .
نعم ... لقد نسوا تمامًا بكل معاني الكلمة....
ولقد كان الجزاء أن أغرى الله {بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 64] .
وكان الثمن فادحا، دفعه هؤلاء النصارى -المسيحيون- وشاركهم فيه كثير من أبناء البشرية الذين ارتبطوا بهم، أو ربطهم المسيحيون بهم.
وتبلغ هذه العداوة والبغضاء بين الأمم النصرانية قمتها المأساوية في تلك الحروب المستعرة بينهما على مدى التاريخ، وآخرها في المدى القريب هذه الحروب العالمية: الأولى "1914-1918" والثانية "1939-1945".. والله أعلم بما سيأتي به الغد. وإذا كنا لا نستطيع القطع بوقوع الحرب العالمية الثالثة فمن المؤكد أن كلا المعسكرين: الشرقي الشيوعي، والغربي الرأسممالي يستعد لها ويجند في سبيلها الموارد والأموال والقوى البشرية الهائلة. وكل هذا تجسيد للعداوة والبغضاء بين أمم هذين المعسكرين، وجميعها أمم نصرانية. [1] المرجع السابق ص35.
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 264