نام کتاب : بحث عقدي في لفظ السيد نویسنده : يوسف بن محمد السعيد جلد : 1 صفحه : 204
المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع
لقد اشتد السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ على أهل البدع، ونهوا عن تعظيمهم وإكرامهم، وذلك لما لهم من الخطر على الإسلام وأهله.
وقد جاءت النصوص عنهم محذرة من ذلك.
قال إبراهيم بن ميسرة (ت 132) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام)) [1] .
وبنحو ذلك قال الفضيل بن عياض [2] (ت 187) .
وكان طاوس (ت106) ـ رحمه الله تعالى ـ يطوف بالبيت، فلقيه معبد الجهني (ت 80) ، فقال له طاوس: أنت معبد؟ قال: نعم، فالتفت طاوس إلى من معه وقال: ((هذا معبد، فأهينوه)) [3] .
بل حكى الإمام أبو إسماعيل الصابوني (ت 449) إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب قهر أهل البدع وإذلالهم، فقال: ((واتفقوا ـ مع ذلك ـ على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وإقصائهم، والتباعدعنهم، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله ـ عز وجل ـ بمجانبتهم ومهاجرتهم)) [4] .
فالسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ يرون إذلال أهل البدع وقهرهم، ترك الانبساط معهم، والسلام عليهم، ومؤاكلتهم، ومجالستهم، فضلا عن تقديمهم [1] أخرجه ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص113) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/139) . [2] ذكره ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص113) . [3] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2/638) . [4] عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص134) .
نام کتاب : بحث عقدي في لفظ السيد نویسنده : يوسف بن محمد السعيد جلد : 1 صفحه : 204