نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 306
وبعضهم يرى أن الديانة البوذية كانت في بدايتها طائفة زهدية صغيرة ولكنها فيما بعد نمت وانتشرت حتى صارت إحدى ديانات العالم الكبرى، ويرجع أصل هذا الدين -في نظر أوليرى- إلى نظام السانخيا الفلسفي الذي كان قائما من قبل والذي بدأه كامبيلا.
أما الدكتور غلاب فيرى أن "كامبيلا" وبوذا متعاصران؛ إذ قد عثر في هذا المذهب، وفي المذهب البوذي: على تأثرات قوية متبادلة بين المذهبين مما يدل على أنهما متعاصران تقريبا.
ثم يقول الدكتور محمد غلاب: ولكن هذه الديانة حينما أجلتها البراهمية في القرون الأولى للميلاد المسيحي لم تكن قد انتهت من الوجود، وإنما كانت قد تفرقت شمالا وجنوبا إلى الصين: واليابان وجاوه وسومطره[1].
أما إلى أي مدى انتشرت البوذية فعلا في العالم القديم فمسألة مستعصية، لكن يمكن القول بأن الديانة البوذية في عهد "سوكا": Asoqs ثالث ملوك أسرة "مارويا" التى اعتبرها الهندوك أسرة نجسة؛ لأنها لا تنتمى لطبقة الكهنة، أو طبقة الجند، هذا الملك اعتنق البوذية؛ لأنها لا تعير نظام الطبقات أية أهمية، فالديانة البوذية لقيت تعضيدًا قويا من هذا الملك ودعا إلى عقد مجمع بوذي ثالث في "الأسو كاراما" في ياتالى بوترا، وتلك قرية كان بوذا قد زارها في سالف الزمان. ونوقشت في هذا المجمع ثماني عشرة مشكلة مذهبية وتم التصالح بشأنها، ولكن الأهم من كل هذا أنه قد تقرر فيه أن البوذية ينبغى أن تنهج سياسة تبشيرية تدعو فيها شعوب العالم كلها إلى اعتناق ما يقضي به "قانون التقوى"، وطبقا لهذا القرار أوفدت الدعاة إلى الجنوب وإلى الغرب [2].
فالقرار الذي اتخذه أسوكا: جعل الدعوة إلى الديانة البوذية دعوة عالمية.
وأوجب على الداعين أن يحملوا عبء الدعوة إليها فانتشروا في أفناء الأرض، وقد زاد من انتشار أتباعها أخيرا اضطهاد البرهميين لمعتنقيها. [1] الفلسفة الشرقية نفس المرجع. [2] مرجع علوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب ص166.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 306