نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 307
فالعنصر البوذي الذي ظهر في شرق فارس يرجع إلى مدينة "باميان" جنوب بلخ وكان فيها مركز بوذي عام.
وفي القرن الثالث عشر يصف ياقوت: صنمين كبيرين لبوذا في هذه المدينة ويقعان في بهو واسع محفور في جانب الجبل، وهما صنمان كان يعرفان باسمه:
وأحدهما "سثق بد": أي بوذا الأحمر.
ثانيهما "وخنج بد": أي بوذا الأشهب.
وكانا قائمين في أيامه، وقد ذكرهما القزويني كما ذكرهما ياقوت.
وقد دمر "جنكيز خان" مدينة باميان هذه[1].
فالبوذية خرجت من الهند واختلطت بتراث فارس هروبا من الاضطهاد الذي لاحقها من البراهمة، وتحقيقا لمنهجها في الدعوة التبشيرية التي قررتها لنفسها أخيرًا.
ولقد أصبحت مدرسة "جند يسابور" التي أنشئت في النصف الثاني من القرن الثامن أيام الملكين خسرو وأنوشروان، وبفضل العلماء الذين طردوا من الرها آنذاك قامت بعبء المزج بين التراث اليوناني والشرقي، وفي هذه المدرسة أيضا اتصل العلماء اليونانيون والسريان والفرس بعلماء الهند، وتأثر بعضهم ببعض وزاد ازدهارها حين أقفل "جوستينيان" مدارس أثينا وتولى الفلاسفة عنها إلى جنديسابور، وجلبوا معهم كتبا في الفلسفة والعلوم الهندية، ومن تلاميذها في "جنديسابور" الحارث بن كلدة وابنه النضر.
ثم لما ظهر مانى[2] أو "مانيس" مؤسس الديانة المانوية والمولود في بابل 215م من أم فارسية من نسل الملوك الأشكانيين وأب من رجالات همدان هاجر إلى بابل في تلكم البلاد. [1] المعجم الذهبي: فارسي-عربي د. محمد النوبخي فرهنك طلائي ص 546، ص 563 دار العلم للملايين. [2] ينقل صاحب حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي "2: 172" أن الصابئة من المانوية.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 307