responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 100
عليه"[1] وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربيا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" [2]. فذكر أولا لفظ الدعاء ثم السؤال ثم الاستغفار، والمستغفر سائل كما أن السائل داع. فطف السؤال والاستغفار على الدعاء من عطف الخاص على العام الذي يتناولهما وغيرهما قاله شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله تعالى.
والله سبحانه أمر بدعائه في كتابه في مواضع، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من دعاء الله واستغفاره وأمر بذلك في أحاديث كثيرة. وقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال ابن عباس: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك وعلى أمورنا كلها. وقال قتادة: يأمركم ربكم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أموركم كلها. وتقديم المعمول في الكلمتين يفيد الحصر والاختصاص عند البيانيين وجميع المفسرين والقاري[3] لما ذكر الحقيق بالحمد وصفه بصفات عظام يتميز بها عن سائر المخلوقين. وتعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالثناء وغاية الخضوع والاستعانة في المهمات، خوطب الموصوف بتلك الصفات فقيل إياك يا من هذه صفاته نعبد، وإياك نستعين لا غيرك.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وسر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين، وعليهما مدار العبودية والتوحيد، حتى قيل أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب، جمع معانيها في التوراة والإنجيل والقرآن، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع

[1] أخرجه الترمذي، كتاب الدعاء، باب 2 حديث 3373، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء "3827".
[2] تقدم تخريجه ص 92.
[3] في "ط" "قال القاري".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست