responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 119
غيره يطلب منه أن يدعو له فضلا أن يطلب منه أن ينصره على عدوه أو يكسوه لقال الناس هذا مجنون، فإذا صار رميما في بطن الأرض زين لهم الشيطان ودعاة الضلال من الإنس الاستغاثة به وطلب الحاجات منه. والعامي السليم الفطرة يعلم بطلان هذا بفطرته، كما حكي لنا أن رجلا من أهل مكة ينسب إلى علم قال لرجل عامي من أهل نجد: أنتم ما للأولياء عندكم قدر والله يقول في الشهداء إنهم أحياء عند ربهم يرزقون. قال له العامي: هل قال يرزقون يعني بفتح الياء أو قال يرزقون يعني بالضم فإن كان يعني بالفتح فأنا أطلب منهم فإن كان يعني بالضم فأنا أطلب من الذي يرزقهم. فقال المكي: حجاجكم كثيرة وسكت.
ويقال لمن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته كما كان على وجه الأرض: [ثبت أنه صلى الله عليه وسلم مات بنص القرآن، فما حجتكم على أنه عاد حيا كما كان على وجه الأرض] [1] قبل موته؟ فلن يجد[2] إلى ذلك سبيلا، وليس عندهم إلا مجرد دعوى أو شبهة لا حقيقة لها، ويدل على بطلان هذه الدعوى ما رواه أبوداود عنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"[3]. فهذا يدل على أن روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم ليست في بدنه
دائما، وإنما هي في أعلى عليين، ولهذا اتصال بالجسد الله أعلم بحقيقته، لا يدركه الحس ولا العقل، وليس ذلك خاصا به صلى الله عليه وسلم لحديث تقدم عنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام" [4]. وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: "أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في رياض الجنة حيث شاءت

[1] ما بين المعكوفين سقط من "ب".
[2] في "ب" "تجد".
[3] تقدم تخريجه ص 102.
[4] تقدم تخريجه ص 90.
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست