responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 84
اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر" [1]، وفي صحيح مسلم: "كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك"[2].
والمقصود من إيراد هذه الأحاديث بيان أن الاستعاذة تسمى دعاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فلما قال العلماء إن الاستعاذة لا تجوز بمخلوق بل هي مختصة بالله سبحانه لأنها دعاء فهكذا سائر أنواع الدعاء، إذا تقرر هذا فمن المعلوم بالضرورة أنه لو خاف إنسان من عدو له فالتجأ إلى حي حاضر ليجيره من عدوه لم يكن بهذا بأس عند جميع المسلمين، وليس بداخل تحت قول العلماء إن الاستعاذة لا تجوز بمخلوق، فهذا شيء واحد اختلف حكمه باختلاف متعلقه، فبالنسبة للحي الحاضر جائز وبالنسبة لغيره ممتنع، فكذلك دعاء غير الله بطلب قضاء الحاجات لا يجوز لقوله تعالى: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18] . ولا يدخل في هذا النهي طلب الإنسان حاجة من حي حاضر مما يدخل تحت قدرة البشر.
ويقال أيضا لهذا المساوي بين الحي والميت لو أعطى إنسان آخر مالا وقال أودعه عند ثقة، فذهب به الوكيل وأودعه عند قبر رجل صالح كالشيخ عبد القادر وقال هذا وديعة عندك لفلان واستحفظه إياه فضاع لعده الناس مجنونا جنونا لا يرفع التكليف وألزموه بالضمان، ويلزم هذا الذي ساوى بين الحي والميت أن يقول هو مصيب فيما فعله ولا ضمان عليه، وربما أنه لا يلتزم هذا خوفا من الفضيحة عند الناس وحينئذ يقول له

[1] أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب77، حديث رقم 3495، والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب من شر فتنة القبر، حديث 5481.
[2] أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، حديث 6879.
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست