responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 85
الوكيل في الإيداع أنا ما فرطت على مذهبك في التسوية بين الحي والميت، لأنك تقول ما جاز طلبه من الحي جاز طلبه من الميت، وأنا طلبت من الشيخ عبد القادر حفظ هذه الوديعة وهي حاجتي عنده، وأنت تجوز طلب الحاجات من الأموات فكيف تخطئني؟
ومما يوضح بطلان شبهته ما لو خرج شخصان من بيتهما وقصد أحدهما رجلا حيا غنيا وقال أشكو إليك الجوع، وقصد الآخر هبل وقال: يا هبل أشكو إليك الجوع، هل يستوي الشخصان عند جاهل فضلا عن العالم؟! فهذا شيء واحد يختلف حكمه باختلاف النسبة، فالنسبة إلى هبل شرك وبالنسبة إلى الرجل الحي الحاضر الغني جائز، لا يتوقف في هذا عاقل، وعلى مذهب هذا الضال في قوله إن الطلب من المخلوق لا يسمى دعاء بل نداء فلا يضر عنده نداء الطالب من هبل ونحوه؛ لأنه يقول إنما الدعاء الذي هو عبادة فهو اتخاذ غير الله ربا وإلها، فصريح كلامه أنه لو استغاث بالعزى أو مناة أو اللات ونحوها أن ذلك لا يضر، لأنه ليس بعبادة عنده ما لم يسم من دعاه أو استغاث به ربا وإلها.
ومن الفرق بين الحي والميت أن الاستغاثة بالحي إنما تكون في الأسباب الظاهرة [العادية من الأمور الحسية في قتال أو ادراك عدو ونحو ذلك] [1]، بحسب الأسباب الظاهرة بالفعل، وأما الميت فحركته منقطعة، وإنما يزعم الذين يدعونهم أن نفعهم بالقوة والتأثير الذي يسميه بعضهم السر، ولا يشك عاقل في انقطاع الحركة من الميت المعهودة من الحي.
فإن قيل هذه الأوثان المعروفة للمشركين جماد كاللات ومناة والعزى والمقبور إنسان فما الجامع بينهما.
قلنا نصوص القرآن في النهي عن دعوة غير الله عامة في كل من دعا من

[1] ما بين المعكوفتين سقط من "أ"
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست