responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 98
عباده المؤمنين بذلك، ولعله يري أن الأمر فيما فهمه من الآية للوجوب، لأن الأصل في الأمر الوجوب ما لم يوجد دليل يصرفه إلى الاستحباب، وبكل حال فهو يقول إن الله أمر عباده المؤمنين أن يفزعوا إلى الأموات في قضاء مآربهم وكشف شدائدهم سواء قال إن الأمر للإيجاب أو للإستحباب، ومقتضى كلامه العموم في جميع الأموات صالحهم وطالحهم!! ما أجرأ هذا على الكذب على الله والإلحاد في آيات الله بوضعها[1] على غير ما أراد الله. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت:40] . قال ابن عباس {يلحدون في آياتنا} يضعون الكلام على غير موضعه.
قال الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام:144] . فعلى قول هذا إن الله يحب من عباده أن يطلبوا حوائجهم من الأموات والغائبين، وأنه ينبغي الإكثار من ذلك والإلحاح في الطلب منهم لأن الله يحب الملحين في الدعاء، ويقتضي أيضا أن يستكثر الإنسان من المدعوين المطلوبين ويعلق قلبه ورجاءه بالكثير منهم بحيث يقول لو لم يجبني بعض أجابني آخرون، فيصير الإستكثار أوثق عنده وأحب إلى الله2 في زعم هذا الضال الباطل فيا سبحان الله!! أءرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟!.
وظاهر كلامه في إطلاقه أنه يطلب من الأموات والغائبين كل شيء.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من جوز أن يطلب من المخلوق كل ما يطلب من الخالق من كشف الشدائد فكفره شر من كفر عباد الأصنام فإنهم لا يطلبون منها كل ما يطلب من الله كما قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:40،41]

[1] في "ط" "بوضعهما".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست