responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن نویسنده : الإسعردي، إٍسماعيل    جلد : 1  صفحه : 59
فليعرض ذلك على أهل العلم بالكتاب والسنة حقيقة دون أهل الفلسفة وفضول العلوم حتى تتبين له حقيقة الحال. وتنقشع عن سماء قلبه سحائب الأوهام والضلال.
قال الحافظ ابن القيم في كتابه "مفتاح دار السعادة" ما نصه: "وتأمل حكمته تبارك وتعالى في إرسال الرسل في الأمم واحدا بعد واحد بعد واحد كلما مات واحد خلفه آخر لحاجتها إلى تتابع الرسل والأنبياء لضعف عقولها وعدم اكتفائها بآثار شريعة الرسول السابق، فلما انتهت النبوة إلى سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله. ونبيه أرسله إلى أكمل الأمم عقولا ومعارف وأصحها أذهانا وأغزرها علوما وبعثه بأكمل شريعة ظهرت في الأرض منذ قامت الدنيا إلى حين مبعثه فأغنى الله الأمة بكمال رسولها وكمال شريعته وكمال عقولها وصحة أذهانها عن رسول يأتي بعده أقام له من أمته ورثة يحفظون شريعته ووكلهم بها حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، فلم يحتاجوا معه إلى رسول آخر ولا نبي ولا محدث (أي ملهم) ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "إنه قد كان قبلكم في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر".
فجزم بوجود المحدثين في الأمم وعلق وجودهم في أمته بحرف الشرط وليس هذا بنقصان في الأمة عمن قبلهم بل هذا من كمال أمته على من قبلها فإنها لكمالها وكمال نبيها وكمال شريعته لا تحتاج إلى محدث، بل إن وجد فهو صالح للمتابعة والاستشهاد، لا أنه عمدة لأنها في غنية بها بعث الله به نبيها عن كل منام أو مكاشفة أو إلهام أو تحديث: وأما من قبلها فللحاجة إلى ذلك جعل فيهم المحدثون" اهـ.

نام کتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن نویسنده : الإسعردي، إٍسماعيل    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست