نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 69
ثم انتقل إلى شرح الأبواب المتعلقة بالغلو في الصالحين بأصنافه المختلفة من الغلو فيهم أو عبادة الله عند قبورهم، وأن علاج ذلك هو حماية جناب التوحيد من كل طريق يوصل إلى الشرك، والعلم بأن من الأمة من يضل فيعبد الأوثان، ولابد من دعوتهم وحربهم لردهم إلى الحق وتعريفهم عليه، وذلك تحت باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، وباب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده، وباب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله، وباب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وباب: ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان.
- ثم انتقل إلى شرح الأبواب التي عقدها المصنف لمعالجة الواقع الذي كان يعيشه كثير من الناس في تلك الأزمان في الجزيرة - ولا يزال إلى اليوم في بعض البلاد، فشرح باب: ما جاء في السحر، وباب: بيان شيء من أنواع السحر، وباب: ما جاء في الكهان ونحوهم، وباب: ما جاء في النشرة، وباب: ما جاء في التطير، وباب: ما جاء في التنجيم، وباب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
- وما بقي من أبواب الكتاب جعلها المصنف في بيان تعظيم الله أو التحذير من الاعتقاد في بعض الخلق ما يعتقد في الله، أو النهي عن أمور تنافي التوحيد أو كماله.
فمن أول الأمر بالتوكل عليه، وعدم الأمن من مكره، والصبر على أقداره والتسليم والإيمان بها، والإيمان بأسمائه وصفاته واحترامها، وعدم ظن السوء فيه سبحانه، وتعظيم ذمة الله وذمة رسوله، وأن لا يتألى عليه ولا يستشفع به على خلقه، وأن يُحْمَى توحيده ويُقَدَّر حق قدره.
النفس: العين، والحمة: السم، واللدغة: لدغة الحية وشبهها، وقد تسمى العقرب والزنبور حمة; لأنها مجرى السم، وليس في هذا عدم جواز الرقية من غيرهما; لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به1 " وإنما معناه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم. اعلم أن العين حق ولها تأثير في المعيون[2] فلا ينكر ضررها إلا معاند، والعاين تنبعث من عينه قوة سمية، فتصل بالمعيون فربما هلك[3]. عن جابر[4] رضي الله عنه يرفعه: "أكثر من يموت بعد[5] قضاء
(1) لعله يشير بذلك إلى ما أورده البخاري رحمه الله من الأحاديث التي بوب لها بقوله: باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم , ومنها ما روته عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي يقول: امسح البأس رب الناس, بيدك الشفاء, لا كاشف له إلا أنت. انظر: ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 206) , كتاب الطب, باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم. [2] يقال: معين ومعيون, قال في ((لسان العرب)) (13/ 301) : والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام أصابه بالعين, قال الزجاج: المعين المصاب بالعين والمعيون الذي فيه عين. [3] انظر: ((زاد المعاد)) : (4/ 165) , في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المصاب بالعين. [4] هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام, يكنى بأبي عبد الله, وقيل: أبو عبد الرحمن, صحابي من المكثرين في الحديث, روى عن جابر قوله: (استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة) +يعن: بليلة البعير, يوم باع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا واشترط ظهره إلى المدينة, توفي سنة 74هـ, وقيل: سنة 77هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (1/ 307-308) , ((الإصابة)) : (2/ 45) . [5] كلمة: (بعد) سقطت من ((ر)) .
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 69