نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 72
ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحدًا إذ رفع إلي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومنهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
فيعمل السامع بحديثه {ولكن حدثنا ابن عباس} -رضي الله عنهما- {عن النبي صلى الله عليه وسلم} قال: " عرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط "[1] أي: الجماعة، والرهط من الثلاثة إلى العشرة2 " والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد " لأنه لم يجبه أحد فحشر وحده، وكل أمة تحشر وحدها مع نبيها إذ رفع إلى سواد عظيم أي: ناس كثير " فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه "[3] الذين أجابوه " فنظرت فإذا سواد عظيم "[4] أكثر من سواد موسى وقومه (فقيل لي: هذه أمتك [ومعهم] [5] سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (وجاء في رواية: " مع[6] كل واحد منهم سبعون ألفًا "[7]. [1] البخاري: الطب (5752) , ومسلم: الإيمان (220) , وأحمد ([1]/271) .
(2) قوله: (والرهط من الثلاثة إلى العشرة) في ((الأصل)) , وقد سقطت من النسخ الأخرى. [3] البخاري: الطب (5752) , ومسلم: الإيمان (220) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) , وأحمد ([1]/271) . [4] البخاري: الرقاق (6541) , ومسلم: الإيمان (220) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) , وأحمد ([1]/271) . [5] في ((الأصل)) : (ومنهم) , والمثبت من بقية النسخ وهو الموافق لـ ((صحيح مسلم)) . [6] لفظة: (مع) من ((الأصل)) , وقد سقطت من النسخ الأخرى. [7] هذه الرو، الآية نسبها النووي رحمه الله لـ ((صحيح مسلم)) في شرحه له حيث قال: وقد جاء في ((صحيح مسلم)) : ((سبعون ألفا مع كل واحد منهم سبعون ألفا ((. انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (3/ 89) . لكنني لم أجد هذه الرو، الآية في متن ((صحيح مسلم ((المطبوع, ولعله في نسخ أخرى, أو وهم منه رحمه الله, وربما كان الشارح قد تبع النووي في ذلك. وقال ابن حجر رحمه الله في ((الفتح)) (11/ 411) : فعند أحمد وأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ: ((أعطاني مع كل واحد من السبعين سبعين ألفا)) . والحديث كما قال ابن حجر في ((مسند الإمام أحمد)) : ([1]/ 6) . وفي ((مسند أبي يعلى)) : ([1]/ 104-105, ح 112) . والحديث قال ابن حجر: في سنده راويان, أحدهما: ضعيف الحفظ, والآخر لم يسم. انظر: ((فتح الباري)) : (11/ 411) , كتاب الرقاق, باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب. وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : (3/ 473) بشواهده.
مقارنته بـ"التيسير" و"الفتح "1:
لم أجد في الكتاب تصريحًا أن المؤلف قد أخذ من "التيسير" أو "الفتح"، ولربما كان تأليفه لهذا الشرح دالا على أنه لم يكن قد وصلهم شرح لكتاب التوحيد[2].
ومع هذا فإن الكتاب قريب في منهجه من أسلوب الكتابين، ولعل اجتماع الأدلة وتواردها في كل باب لأن مادة الكتاب المشروح واحدة، ولاتفاقهم في بعض المصادر ك "فتح الباري" و "الأذكار" للنووي وغيرهما.
والشروح الثلاثة لكل واحد منها ميزة قد لا توجد في الآخرين، فلا يغني أحدها عن الآخرين، ومما امتاز به هذا الشرح:
1- عنايته بالألفاظ الغريبة وضبطها وبيانها في اللغة معتمدًا على كتب اللغة والغريب.
2- تحلية شرحه بالاستشهاد بالأبيات الشعرية فقد استشهد بما يقرب من ستين بيتًا.
3- امتاز أيضًا بتعقيباته وملحقاته في الأماكن المناسبة بعد باب أو تفسير آية أو شرح حديث. [1] أعني: ((تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد)) , و ((فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) . [2] والأحوال والتاريخ يثبت ذلك فأما ((التيسير)) فلم يكن صاحبه قد أتمه إذ مات سنة 1233 هـ ولم يتمه بعد, وتداول الكتاب وتنقله لا يكون إلا بعد تمام تأليفه, إضافة إلى انعدام الطباعة آنذاك وإن وجدت فهي محدودة. وأما ((الفتح)) فربما كان تأليفه متأخرًا عن كتاب ((التحقيق)) أو مقارنًا له, إضافة إلى الأسباب الأخرى من قلة الطباعة أو انعدامها آنذاك.
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 72