نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 378
ويقال للنصارى: ما تقولون في أحدنا اليوم إذا عصى ربّه وارتكب إثماً واحتقب[1] وزراً، أتجزيه التوبة أم لا بدّ أن يقتل ويصلب؟
فإن قلتم: تجزيه التوبة، فمن أصاره بهذا التخفيف أولى من صفي الله آدم؟! إذ قلتم: لا بدّ مع توبته من قتل المسيح لأجله.
وإن قلتم: لا تجزيه التوبة، أكذبتم فولس الرسول، حيث يقول في صدر كتابه: "أنراك تقدر على الهرب من عقوبة الله الذي أنه مجتر عليه، أو لا تعلم أن إمهال الله لك إنما هو ليقبل بك إلى التوبة؟ "[2].
قد صرح فولس في هذا الكلام أن التوبة مجزئة ومخلصة فلا حاجة إلى قتل وصلب. ويقال للنصارى: ألستم تعلمون أن الله إنما فدى آدم بالمسيح رحمة لآدم وامتناناً عليه، فقتل المسيح بدلاً من الموت الذي وجب على آدم؟! فإذا قالوا: بلى. قيل لهم: أليس ناسوت الميسح [إنساناً] [3] من بنى آدم يحس ويألم ويفرح ويغتم؟!.
فإذا قالوا: بلى. قيل لهم: فكيف فدى آدم ببعض آدم، فقد صارت النعمة مشوبة بالكدر والنفع الحاصل / ([1]/147/أ) مشوشاً بالضرر؟!
فإن قالوا: هذا بمثابة المال يشرف على الهلاك، [فتقتضي] [4] الحكمة إتلاف بعضه لصون بقيته.
فنقول: إنما ذلك لعسر الأمر على المالك، إذ هو مدفوع، إما لهلاك الكل أو البعض، فكأنه كالمكره المحمول على ذلك، والله سبحانه لا مستكره له وليس مضطراً محمولاً ولا يفعل ما يفعله لعلة، فلو عفا عن أجرم عبيده وأحسن إليه لم يعد ذلك منه إلاّ حسناً ولم ينقص الإحسان [خزائنه] [5]، ولو عاقب [1] احتقب: ادخر. (ر: القاموس ص 97) . [2] رسالة بولس إلى رومية 2/3-5. [3] في ص (إنسان) والصواب ما أثبته. [4] في ص (فتتقاضى) والصواب ما أثبته. [5] في ص (حراينه) والصواب ما أثبته.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 378