[صفة المشيئة والإرادة]
" والمشيئة والإرادة " وهاتان صفتان ثابتتان لله عز وجل.
فالمشيئة: صفة لله تبارك وتعالى، فهو سبحانه يفعل ما يشاء، والأمور كلها بمشيئته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
ومشيئة الله جل وعلا نافذة في كل شيء، لا تتخلف ولا تُرد، ولا معقب لها، ما شاء الله لابد أن ينفذ ويقع وفقاً وطبقاً لما شاءه. لا يمكن أن يكون في الكون ذرة أو حركة أو سكون أو قيام أو قعود أو مرض أو صحة أو ضعف أو قوة أو إيمان أو كفر إلا بمشيئة الرب سبحانه وتعالى. كما قال ابن عباس رضي الله عنه:"كلُّ شيء بقدر، حتى وضعك يدك على خدك"[1].
وقال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ ... وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن2
" ما شئتَ ": أي أنت يا الله كان، لا راد له ولا معقب له. " وإن لم أشأ ": أي وإن لم أشأ ذلك الأمر أنا أيها العبد، " وما شئتُ " أي أنا العبد إن لم تشأ لم يكن.
وهذا هو معنى قوله تبارك وتعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [3]. فمشيئته نافذة في كلِّ شيء، وقدرته سبحانه وتعالى شاملة لكلِّ شيء، فهو على كلِّ شيء قدير. [1] رواه البخاري في خلق أفعال العباد " ص47 " عن ابن عباس معلقاً.
ونقله ابن القيم في شفاء العليل " ص189 " عن البخاري عن ابن عمر موصولاً والله أعلم.
2 تقدم تخريجه. [3] الآيتان 28، 29 من سورة التكوير.