وهذه التقديرات الثلاثة العمري والسنوي واليومي كلُّها داخلة تحت التقدير العام، وليست خارجة عنه، فهي تقدير بعد تقدير.
" فو الذي لا إله غيره " يحلف بالله العظيم.
" إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها " فمن وُفِّق للطاعة وأُعِين على العبادة، يحتاج أن يسأل الله تبارك وتعالى أن يثبته عليها إلى الممات. قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [1].
فعلى العبد الذي وُفِّق للعمل أن يصلح سريرته ما بينه وبين الله، بأن يكون منكسراً متذللاً خاضعاً لجنابه، طالباً عونه وتوفيقه وتسديده، وليحذر من العجب ورؤية العمل؛ فإنَّ من أسباب سوء الخاتمة ـ والعياذ بالله ـ فساد الباطن وسوء السريرة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:""اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها " [2].
وقد جاءت رواية توضح هذا المعنى، وأنَّ خذلان الله للعبد إنما يكون لسوء سريرته، فعن سهل بن سعد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:""إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة ـ فيما يبدو للناس ـ وهو من أهل النار، وإنَّ الرجل ليعمل عمل أهل النار ـ فيما يبدو للناس ـ وهو من أهل الجنة " [3].
ولذا قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:""وأمَّا كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فإنَّ هذا عمل أهل الجنة [1] الآية 27 من سورة إبراهيم. [2] أخرجه مسلم " رقم 6844 " [3] أخرجه البخاري " رقم 4202 "، ومسلم " رقم 6683 "