فيما يظهر للناس، ولو كان عملاً صالحاً مقبولاً للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يبطله "[1].
قال عبد الحق الإشبيلي:""واعلم أنَّ سوء الخاتمة ـ أعاذنا الله تعالى منها ـ لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سُمِع بهذا ولا عُلِم به والحمد لله، وإنما تكون لمن له فساد في العقد أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم " [2].
" وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " أي حياته كلُّها على الكفر، ثم يشرح الله عز وجل صدره للإيمان في آخر حياته فيكون من أهل الجنة. ومن أمثلة هذا ما رواه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:""خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأنَّ هذا الراكب إياكم يريد. فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين أقبلت؟ قال: من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: فأين تريد؟ قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقد أصبته. قال: يا رسول الله علمني ما الإيمان. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. قال: قد أقررت. قال: ثم إنَّ بعيره دخلت يده في شبكة جِرذان فهوي بعيره وهوى الرجل، فوقع على هامته فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليَّ بالرجل. قال: فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه، فقالا: يا رسول الله قبض الرجل. قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما [1] الفوائد " ص 213 " [2] الجواب الكافي لابن القيم " ص198 "