رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنَّه مات جائعاً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من الذين قال الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [1]، قال: ثم قال: دونكم أخاكم " [2]. وفي رواية:""هذا ممن عمل قليلاً وأجر كثيراً " [3].
" وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه مسلم في الصحيح وأبو داود في السنن وغيرهما من الأئمة:""أنَّ جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنتُ؟ قال: نعم " ""
ختم المصنف ـ رحمه الله ـ الأحاديث التي أوردها ليستدل بها على الإيمان بالقدر بطرف من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو مشهور عند أهل العلم بحديث جبريل؛ لأنَّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم على صورة رجل وطرح عليه أسئلة، وفي كلِّ مرة بعد أن يجيب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: صدقت. فعجب الصحابة من ذلك وقالوا: عجبنا له يسأله ويصدِّقه.
وللحديث قصة، يرويها يحيى بن يعمر قال:""كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني. فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوُفِّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد، [1] الآية 82 من سورة الأنعام. [2] أخرجه أحمد " 4/359 " قال الهيثمي في المجمع " 1/41 ": " في إسناده أبو جناب وهو مدلس، وقد عنعنه " لكن للحديث طرق يتقوى بها. [3] المصدر السابق.