سمع بالدجال فلينأ عنه، فو الله إنَّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " [1].
وعلى الإنسان أن يُروِّض نفسه على البعد عن الفتن وعدم الدخول فيها، فإنَّه إذا فعل ذلك سلم بإذن الله وحفظ من فتنة الدجال؛ لأنَّ فتنته ـ كما يقول العلماء ـ"كما أنَّها فتنة شخص فهي فتنة جنس، فإذا لم يملك العبد نفسه عند دجال صغير فكيف بالدجال الأكبر.
كما أنَّه على المسلم أن يلازم الاستعاذة بالله من شر فتنة المسيح الدجال عند كلِّ صلاة كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اتفق علماء الأمة على خروج الدجال، ولم يخالف في ذلك إلا طائفة من ضلال المبتدعة قالوا: ليس هناك دجال يخرج حقيقة، وإنما المراد بالدجال رمز لوجود الباطل، كما أنَّ المراد بنزول عيسى رمز لوجود الحق. وممن فاه بذلك وتكلم به رجل يقال له محمد أبو عبية [2]. وقد رد عليه الشيخ حمود التويجري ـ رحمه الله ـ رداً وافياً شافياً في كتابه: " إتحاف الجماعة ".
[نزول عيسى عليه السلام]
" وأنَّ عيسى بن مريم عليه السلام ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيأتيه وقد حُصِر المسلمون على عَقَبَة أَفْيَق، فيهرب منه، فيقتله عند باب لُد الشرقي. ولُد من أرض فلسطين بالقرب من الرملة على نحو ميلين منها " [1] أخرجه أبو داود " رقم 4319 "، وأحمد " 4/431 "، والحاكم " 4/576 وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم "، وصححه الألباني في صحيح الجامع " رقم 6301 " [2] انظر: التعليق على نهاية البداية لابن كثير " 1/118 ـ 119 "