الآن حي في السماء إلى أن يأذن الله عز وجل بنزوله آخر الزمان.
وهذا يؤمن به أهل الإيمان كما دل عليه القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} [1] قبل موته أي: عندما ينزل من السماء؛ لأنه يموت في آخر الزمان لما ينزل.
فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويحصل على يديه خير عظيم.
ونزوله يكون بعد خروج الدجال " على المنارة البيضاء شرقي دمشق "، واضعاً يديه على جناحي ملك، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جُمَّان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلب الدجال لقتله.
" فيأتيه وقد حُصِر المسلمون على عَقَبَة أَفِيق " وهي بلدة قريبة من دمشق، وقد ورد هذا في حديث عثمان بن أبي العاص في سياق طويل، لكن في إسناده ضعف [2]، وله شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما، ولذكر عقبة أفيق شاهد من حديث سفينة رضي الله عنه عند الإمام أحمد [3].
" فيهرب منه، فيقتله عند باب لُد الشرقي. ولُد من أرض فلسطين بالقرب [1] الآية 159 من سورة النساء. [2] أخرجه أحمد " 4/216 ـ217 "، والطبراني في الكبير " 9/60 "، والحاكم في المستدرك " 4/524 وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم " وتعقبه الذهبي بقوله: ابن هبيرة واه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد " 7/342 ": " رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وثق، وبقية رجالهما رجال الصحيح ". [3] المسند " 5/221 " قال الهيثمي في المجمع " 7/340 ": " ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر ".