فاستواء الله تعالى على عرشه من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب والسنة وإجماع السلف.
فمن أدلة القرآن قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54] ، وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
ومن أدلة السنة:
1- ما رواه ابن عباس - رضي الله عنه ما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما ذكر الشفاعة يوم القيامة: "فآتي باب الجنة فيفتح لي، فآتي ربي تبارك وتعالى وهو على كرسيه أو سريره، فأخر له ساجداً " "1".
والمقدسي في المختارة 10/310، 311 وغيرهم عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله". وإسناده حسن، رجاله ثقات، رجال الصحيحين، عدا عمار الدهني، فهو من رجال مسلم وحده، وهو "صدوق". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي 6/323: "رجاله رجال الصحيح"، وصحح إسناده الألباني في مختصر العلو ص102.
وروى ابن أبي شيبة في العرش "60"، وغيره عن أبي موسى رضي الله عنه قال: "الكرسي موضع القدمين"وصححه الألباني في مختصر العلو ص124.
"1" سبق تخريجه عند ذكر النوع الرابع من أدلة العلو. وله شواهد ذكرتها عند تخريجه.