هذه الآية الكريمة بنفي المماثلة مع الاتصاف بصفات الكمال والجلال"[1].
وقال الشيخ الأمين -رحمه الله- في موضع آخر، عند تفسير قوله تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ} [2]: "فنحن معاشر المسلمين نصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, ونثبت له ما أثبت لنفسه، منزهين خالق السموات والأرض عن مشابهة الخلق، فلا نميل إلى التعطيل، ولا إلى التمثيل، بل نقرّ بصفات الله ونؤمن بها على سبيل مخالفة صفات الخلق، كما علمنا الله في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [3] ... "[4].
وهذا المسلك الذي سلكه الشيخ الأمين -رحمه الله- في توضيحه لتعريف توحيد الأسماء والصفات، هو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: "فالأصل في هذا الباب -توحيد الصفات- أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتاً، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أنّ طريقة سلف الأمة وأئمتها: إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل. وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن [1] أضواء البيان 2/305. وانظر: المصدر نفسه 3/411. [2] سورة التوبة، الآية [21] . [3] سورة الشورى، الآية [11] . [4] الوجه الثاني، من الشريط رقم [2] ، الخاص بتفسير سورة التوبة.