العلامات التي كانت على النبي وعن كتابه الذي ينزل عليه جاءت كلها مطابقة، وأن ما تدعو إليه الكتب السماوية من التوحيد وطاعة الله ومكارم الأخلاق، كذلك جاء القرآن آمراً به. وعن تصديقه للكتب السماوية أنه يهيمن عليها، ويمنعها من التحريف كلما أرادوا أن يحرفوا منعهم القرآن، كما قال: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} 1"[2].
وهكذا يرشد الشيخ الأمين –رحمه الله- إلى الإيمان بهذه الكتب العظيمة على وجه الإجمال، ويبين أنها قد حرفت، إلا أن هيمنة القرآن العظيم عليها تدل على مواطن التحريف، لذا وجب الإيمان على وجه التفصيل بالقرآن الكريم الذي تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه المقدسة، فسلم مما لحق بالكتب الأخرى، فهو الكتاب الخاتم المنزل على النبي الخاتم، المحفوظ بحفظ الله له، المهيمن على سائر الكتب السماوية السابقة.
1 سورة المائدة، الآية [48] . [2] من الشريط رقم [9] من سورة الأنعام، عند تفسير قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَك} ، الآية [92] .