فابتدعوا بدعة، وعملوا بها ثم كفروا من لم يتابعهم، ومن أنكر عليهم نصحا لهم ليردوهم إلى دين الله القويم، وهذا من شؤم البدع والمعاصي؛ إذ لا تزال بصاحبها حتى ترديه، والعياذ بالله.
هذا وربما استدل بعض من يقيم هذه الاحتفالات بأدلة يظنها حقا وهي في الحقيقة سراب بقيعة، وهي دائرة بين نص صحيح غير صريح بل ومحرف عن موضعه ونص ضعيف لا تقوم به حجة.
فمن ذلك ما استدل به بعضهم من قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [1] قال: إن الفرح به مطلوب بأمر القرآن وذكر الآية، ثم قال: فالله أمرنا أن نفرح بالرحمة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم الرحمة، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [2] هكذا قال [1] سورة يونس الآية 58 [2] سورة الأنبياء الآية 107