واستدل.
فنقول وبالله التوفيق والسداد:
أولا: هذا الاستدلال بالآية لم يسبقه إليه السلف، ولا قالوا به، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وإحداث أمر لم يعهده السلف مردود على صاحبه، ومدار تفاسير السلف لهذه الآية وأقوالهم فيها على أن فضل الله ورحمته يراد بها الإسلام والسنة، كما بين ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية) .
ثم يقال أيضا لهذا المستدل: إنك فسرت الرحمة هنا والفرح بها بالمولد النبوي والفرح به، وعضدت ذلك بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [1] ، وهذه الآية في إرساله لا في مولده وبين مولده وإرساله ما يقارب الأربعين عاما. وهكذا جميع النصوص التي فيها وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة، إنما يوصف بها بعد [1] سورة الأنبياء الآية 107