وقال جل شأنه: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [1] ومعناه التقدم في الزمان ... وغير ذلك من الأدلة.
وقد جاء الشرع باسم (الأول) ، وهو أحسن من (القديم) فهو يشعر بأن ما بعده راجع إليه وتابع له بخلاف القديم. قال الله تبارك وتعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [2].
والله تعالى وحده له الأسماء الحسنى، {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [3].
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" [4] ولفظ القديم ليس من أسماء الله تعالى الثابتة في الكتاب والسنة[5].
وقد لجأ المعتزلة إلى هذا القول فرارا من التشبيه، الذي يرونه لازما لإثبات صفات الله تعالى كما يزعمون، فيرون أن من أثبت صفات الله تعالى على الحقيقة فقد شبه الله بخلقه، وهذا شرك، فهم قد فروا من أمر [1] الآية 11 من سورة الأحقاف. [2] الآية 3 من سورة الحديد. [3] الآية 180 من سورة الأعراف. [4] صحيح البخاري مع الفتح 11/214، وصحيح مسلم مع شرح النووي 4/206. [5] انظر كتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 112-113.