بالبصرة، ووضع دين الجههمية"[1].
فغاية توحيد الجهمية وأمثالهم من المعطلة نفي صفات الله تعالى بدعوى تنزيهه عن مشابهة الخلق، فيعطلونه سبحانه من صفات الكمال الثابتة له عز وجل بهذه الدعوى الباطلة، ويقعون في شر مما فروا منه، وهو تشبيه الله تعالى بالمعدومات، وهذا من أجهل الجهل وأضل الضلال، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: "وتوحيد الجهمية والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل من كل درجة، فإن مضمونه إنكار حياة الرب وعلمه وقدرته وسمعه وبصره، وكلامه واستوائه على عرشه، ورؤية المؤمنين له بأبصارهم عيانا من فوقهم يوم القيامة، وإنكار ما أخبر به الرسول عنه، ومعلوم أن هذا التوحيد هو نفس تكذيب الرسول بما أخبر به عن الله، فاستعار له أصحابه اسم التوحيد"[2].
ولخطورة هذه الفرقة الضالة المضلة، التي هي أول من أظهر التعطيل الذي هو أعظم من شرك عباد الأصنام والأوثان والكواكب، فقد تصدى [1] الإمام أحمد بن حنبل – الرد على الزنادقة والجهمية ص 19، 20.
وانظر: فتح الباري 13/345، وكتاب الرد على الجهمية لأبي سعيد الدارمي ص 106-107، وكتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري ص 7-8. [2] ابن قيم الجوزية – مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ص 183.