فقالوا: {إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ} [1] و {إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [2] و {إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ} [3] كما قالت الجهمية سواء: إن هذا إلا مخلوق، ولهم في ذلك أئمة سوء أقدم من مشركي قريش، وهم عاد قوم هود الذين قالوا لنبيهم: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [4] فأي فرق بين الجهمية وبينهم، حتى نجبن عن قتلهم وإكفارهم؟! ولو لم يكن عندنا حجة في قتلهم وإكفارهم إلا قول حماد ابن زيد، وسلام بن أبي مطيع، وابن المبارك، ووكيع، ويزيد بن هارون، وأبي توبة، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ونظرائهم رحمه الله عليهم أجمعين، لجبنا عن قتلهم وإكفارهم بقول هؤلاء حتى نستبرئ ذلك عمن هو أعلم منهم وأقدم، ولكنا نكفرهم بما تأولنا فيهم من كتاب الله عز وجل، وروينا فيهم من السنة، وبما حكينا عنهم من الكفر الواضح المشهور، الذي يعقله أكثر العوام، وبما ضاهوا مشركي الأمم قبلهم بقولهم في القرآن فضلا على ما ردوا على الله ورسوله، من تعطيل صفاته، [1] الآية 7 من سورة ص. [2] الآية 25 من سورة الأنعام. [3] الآية 25 من سورة المدثر. [4] الآيات 136-138 من سورة الشعراء.