نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 18
الدين لا يعني ارتكاب شيء من هذه المحاولات المنكورة ولم يفهم أحد من العلماء الأولين أو الآخرين أن تجديد الدين يعني تسويغ البدع ومطاوعة الرغبات وإتاحة العبث بالنصوص والأصول لكل متهجم، غير أن عصابة من الناس درجت في هذه الأيام على إثارة لغطٍ غريبٍ حول إمكان ما يسمونه تطوير الدين وجعل أحكامه ملائمة للعصر الحديث) أ. هـ.
وهو كلام جيد لو أن الشيخ سار معه إلى آخر الطريق في المجال التطبيقي العملي، لكن هذا لم يحدث تماماً -كما سيأتي-.
• ومن هذا المنطلق نجد مخالفة الشيخ لرجال المدرسة العقلية في العديد من المسائل الفقهية ففي (دستور الوحدة الثقافية) (ص86) ينتقد الشيخ الغزالي تبرم (محمد أبي زهرة) بحد الرجم لأنه ذكر أن (أبا زهرة) أنكر حد الرجم وقال الشيخ الغزالي: (ولم أر من قال ذلك -يعني إلغاء حد الرجم-؛ إلا نفر من المعتزلة والخوارج، جمهور المسلمين ضد هذا الرأي) .
وكذلك في (ص86) قال الغزالي: (وفي فتاوى الشيخ (محمود شلتوت) ما يحتاج إلى مراجعة) .
• وكذلك في كتاب (الإسلام والمذاهب الاشتراكية) للغزالي، تحدث عن التأمين وقال إنه حرام ورد على من أفتوا بجوازه، وذكر ذلك في (ص129 - 133) ولذلك فلا غرابة حين تحدث الغزالي عن (حسن البنا) في كتاب (دستور الوحدة الثقافية) (ص605) فقال: (ووقف (حسن البنا) على منهج (محمد عبده) وتلميذه صاحب المنار الشيخ (محمد رشيد رضا) ووقع بينه وبين الأخير حوار مهذب ومع إعجابه بالقدرة العلمية للشيخ (رشيد) وإفادته منها فقد أبى التورط فيما تورط فيه) -يعني أن البنا لم يتورط فيما تورط فيه رشيد رضا-!.
• هذه أبرز الجوانب التي خالف فيها الغزالي المدرسة العقلانية وربما لو اقتصر الإنسان على سماع هذا القدر فقط من الكلام لقال إن الذين ينسبون الغزالي إلى المدرسة العقلانية ظالمون ومخطئون، ولكن الحَكَم أو القاضي ينبغي ألا يسارع في الحكم حتى يسمع كلام الخصم الآخر. ولذلك أنتقل إلى الجانب الثاني:
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 18