نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 22
ويقول الشيخ (إن الراجح أن الأبيات من إنشاد مؤمن يكتم إيمانه بمكة ويتسمع أخبار المهاجرين.. الخ ص179) .
• ومن هذا المنطلق -أيضا- منطلق تضييق نطاق بعض الغيبيات رفض الشيخ -ونستخدم أسلوبه في الرفض- حديث الكلب الأسود شيطان وهو في صحيح مسلم، وقال في كتاب (هموم داعية ص22)) (والذي رفضته أن يتصدى أحد أولئك المبطلين لعلم الأحياء ويهاجم مقرراته ليقول إن الكلب الأسود شيطان وليس كلباً كبقية بني جنسه -يعني بني جنس الكلاب-) .
فالشيخ ينكر ذلك ولا شك أن الذي قال الكلب الأسود شيطان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك المتحدث الذي أشار إليه الشيخ إنما يردد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت ذلك بالإسناد الصحيح عنه.
يقول الشيخ الغزالي: (قلت: حديث رفض العمل به جمهور الفقهاء ولم يروه البخاري وهو يعالج الموضوع، ندخل به معركة ضد العلم باسم الإسلام والمسلمين) .
هنا ندرك ضغط ما يسمى بالعلم والعلم التجريبي على عقول كثير من المفكرين الإسلاميين في هذا العصر -ندخل معركة ضد العلم باسم الإسلام من أجل هذا الحديث! - ولذلك يرفض الحديث، وأقول إذا لم يكن لدى الشيخ استعداد لخوض معركة حول الكلب الأسود فلا شك أن لديه استعداداً لخوض المعركة حول إثبات الشياطين، والجن، والملائكة وهي قضايا غيبية تستعصي على العلم التجريبي ولا يمكن للجن أن يحضروا إلى مختبر أو يشاهدوا بمكبرات أو تلسكوبات وهي قضايا يسخر منها الماديون أيضاً، وليس لها وجود مشهود في عالم الناس. فأنى لنا أن نقنع أصحاب التفكير المادي التجريبي من الشرق أو الغرب بهذه القضايا، فلو أننا انسقنا وراء هذا الشعور لكنا مضطرين إلى التراجع خطوات أخرى إلى الوراء، ولو فرض أننا استطعنا إقناعهم بذلك واقتنعوا بالملائكة، والجن، والشياطين، فأي صعوبة بعد ذلك أن يقتنع الإنسان بأن الشيطان يمكن أن يلتبس أو يتمثل في حيوان أسود بهيم؟ لا صعوبة في ذلك.
وفي هذا الإطار أيضاً يأتي تأويل الشيخ لشق الصدر -شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم- والذي ثبت مرتين كما في السنة النبوية الصحيحة ففي كتاب (فقه السيرة ص64) يقول: (لو كان الشر إفراز غدة في الجسم ينحسم بانحسامها لقلنا إن الظواهر الآثار مقصودة) ، يعني أن الملك استخرج علقة من قلب النبي صلى الله عليه وسلم (ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك بل البديهي أنه في الناحية
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 22