نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 30
ص209) (بيد أني شعرت بجزع شديد عندما رأيت بعض الناس يصف الديمقراطية بالكفر!) وفي (ص210) يقول: (من أجل ذلك شعرت بشيء من التوقف لما قال الأستاذ "محمد قطب" في "ج2من كتاب التربية الإسلامية" (وكل الدعوات الزائفة -التي تلتهم الناس في الجاهلية والشباب بصفة خاصة لا اعتبار لها ولا وزن عند المسلم الذي يتربى على منهج التربية الإسلامية، والذين يقولون نأخذ من الإسلام كذا ومن الديمقراطية كذا ومن الاشتراكية كذا، ونظل مسلمين يقول الله في أمثالهم [أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض] الآية. -انتهى كلام الشيخ "محمد قطب"-
وأخذ الشيخ الغزالي يستدرك على هذه الكلمة التي نقلها عن الأستاذ محمد قطب. . . وقبل أن أغادر هذه النقطة ثمت تعليقات يسيرة:
(1) طرح الشيخ البرنامج الاشتراكي بقوة يوم كان صيحة عالمية وأظهر بعد ذلك ما يمكن أن يسمى تراجعاً -وهذا على سبيل التسامح والتجاوز- حيث يقول في كتاب "قذائف الحق ص124" حين قال له قائل: إنكم خلطتم الإسلام بالاشتراكية على نحو لا يرضى أعداداً من المسلمين، فرد الشيخ الغزالي بقوله: (إننا أرينا الأجيال الناشئة من ديننا ما يغني عن استيراد فلسفات أجنبية شاردة، وأنا شخصياً قد أكون تجوزت في العبارات لكن جوهر الموضوع إنصاف رائع لديننا الحنيف) أ. هـ.
أقول: وعلى أي حال وحتى لو فرض أن الغزالي تراجع عن بعض أطروحاته الاشتراكية فإن للموضوع دلالته القوية على تأثر أطروحات الكتاب الإسلاميين أو بعضهم بضغوط الواقع، وانطلاقهم من منطلق الدفاع وهو منطلق ضعيف ومنهزم أمام الفلسفات الأجنبية الشاردة كما يعبر الشيخ حين يقول: (أرينا الأجيال. . . ما يغني عن استيراد فلسفات أجنبية شاردة) .
(2) نحن على يقين بأن الإسلام غني بأحكامه وتشريعاته وغني أيضاً بمصطلحاته الربانية، واستيراد شيء من ذلك نوع من الهزيمة حتى المصطلح له معناه ودلالته وله ظروفه الخاصة التي نشأ فيها فلا يجوز إسقاطه على بعض المضامين أو الأحكام الإسلامية، ولا شك أن الأستاذ "محمد قطب" -حفظه الله- كان على علم واسع بأوضاع العالم وتياراته الفكرية ومع ذلك لم يجد في نفسه ما يدعو إلى استيراد هذه الأشياء والانسياق وراء بريقها الخادع.
- ولعل من الطريف أن يصف الشيخ الإسلام بأنه (اشتراكية) وفي نفس الوقت (ديمقراطية) مع أن الديمقراطية والاشتراكية نقيضان متصارعان في واقعهما السياسي.
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 30