نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 35
وإن كان الشيخ (أقرب) إلى الأشعرية منه إلى غيرها، ولا يعكر على هذا نقده للأشاعرة في بعض المواضع.
سادساً: الوحدة الوطنية
من أطروحات العقلانيين ما يسمى بالوحدة الوطنية، والتقارب بين الأديان السماوية ولذلك فإن "محمد عبده" أسس جمعية سياسية سرية دينية في بيروت هدفها التقريب بين الأديان الثلاثة (الإسلام واليهودية والنصرانية) وقد انتسب إليها بعض المسلمين وبعض الإنجليز وبعض اليهود وكان سكرتير هذه الجمعية إيرانياً اسمه "ميرزا باقر" فيا ترى ما موقف الغزالي من مسألة التقريب بين الأديان.
• إنه لسوء الحظ هو الآخر موقف مضطرب، في "هموم الداعية" يقول: (الدعوة إلى أخوة الأديان المشبوهة وواضح أن تلك الدعوات شعارات يقصد بها محاولة صد المسلمين عن دينهم بينما الآخرون جادون في نشر أديانهم والتبشير بها) أ. هـ.
وهذا كلام لا غبار عليه، لكنك تجد في موضع آخر كلاماً مختلفاً ففي "ظلام من الغرب ص78" يقول: (إن اختلاف العرب من المسلمين ونصارى لا يمنع تجمعهم على إعزاز الأمة العربية ورد العدوان عنها مهما كانت ديانة المهاجم) . وفي "ص80" يقول: (ولا ريب أن هؤلاء النصارى عرب أنقياء، والعربي الصحيح وإن لم يكن مسلماً له موقف كريم من إخوته المسلمين، وهو وإن وقف إيمانه بالنبوة إلى عيسى بن مريم فلن يبخس محمد بن عبد الله حقه بوصفه سيد رجالات العروبة، ومؤسس نهضتها الكبرى، والعربي المسيحي له من عروبته خلق الوفاء، وينبغي أن يكون له من دينه حب العدالة) أ. هـ.
وهو كلام طويل، لكن ذكرت أبرز ما فيه.
ما أدري ما معنى قول الشيخ: (إن العربي وإن وقف إيمانه بالنبوة إلى عيسى فلن يبخس محمداً حقه) . كيف ما بخس محمداً حقه؟ وأي بخس للحق أكثر من أن يصف محمداً صلى الله عليه وسلم أنه كذاب، هل تعلمون سبة أعظم من هذه؟
وكذاب على من؟ على الله تعالى: هذه عقيدة النصراني -عربياً كان أو غير عربي- في رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه مسبة يغضب لها كل مسلم، بل كل من منصف يعرف ما كان عليه الرسول المختار صلى الله عليه وسلم من صدق الحديث والمعاملة. ولا ينقضي عجبي حين أقارن موقف الشيخ
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 35