responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 59
بهن في عدم جواز نكاحهن بعد وفاة صلى الله عليه وسلم، ويواصل يقول: (إن الغضب لله على العين والرأس أما الغضب لتقاليد ملصقة بالوحي دخيلة عليه فشيء لا نكترث له ولا نخشى أصحابه) أ. هـ.
وعلى هذا الموضع تعليقات ضرورية:
أ- الشيخ غفر الله له يتكئ على أقوال أهل العلم إذا ظن أنها تظاهر قولاً يميل إليه، ويطعن بها في نحور مخالفيه، ولكنه يتخلى عن هذه الأقوال ويضرب بها جانباً، بل ويشنع على أصحابها إذا خالفت رأيه -فمثلاً- في مسألة الغناء أخذ برأي ابن حزم، وفي مسألة تولية المرأة للمناصب أتى برأي لم يسبقه إليه أحد- لا ابن حزم ولا غيره- ورمى المخالفين بأنهم ينقلون تقاليد عبس وذبيان ويزعمون أنها من الإسلام، مع أنهم كافة العلماء وليسوا الجمهور فحسب في مسألة الغناء وصف مخالفيه بما سمعتم مع أنهم جمهور العلماء. وفي مسألة دية المرأة ومسألة خروجها لصلاة الجماعة له موقف مشابه من مخالفيه مع أنهم إما كل العلماء أو جمهورهم، ومع ذلك يرميهم بألقاب وأوصاف يعف القلم عن تكريرها، وكثيرا ما يرد أقوال الأئمة بحجة أننا لا نريد أن نفرض على الأوروبيين رأي ابن حنبل أو مالك أو الشافعي مع الإسلام!!، وصرنا بدلاً من ذلك نفرض على المسلمين رأي الغزالي، والويل لمن يقول: لا. لكن في مسألة الحجاب يقول: (هل هذا رأي انفردت به؟ كلا كلا إن هذا مذهب الأئمة الفقهاء الأربعة الكبار، يقول فلان وفلان وفلان) .
فيجير هذه الأقوال لصالحه ويضرب بها في وجه خصومه حين يرى أنها تخدم ما رأى، وهذا مسلك غير علمي، فإما أن تعتمد على النصوص وتترك مسألة مظاهرة رأيك بقول فلان وفلان، وإما أن ترضى باتباعهم وانتحال آرائهم -على طول الخط- فلا تهجم عليها ولا تحط من قدرها، بل يكفينا من ذلك كله احترام إجماعهم!
وما لنا نذهب بعيداً في الأمثلة، وهذه المسألة نفسها وقع الغزالي فيها فيما ذكرته -أعني مسألة الحجاب-.
• وسأدعي دعوى بملء فمي وآمل من الشيخ أن يرد على هذه الدعوى -إن كان لها رد-.
أقول: إن الرأي الذي طرحه الغزالي في مسألة تغطية الوجه هو الآخر رأي جديد لم يسبق إليه لا من الأئمة الأربعة ولا الستة ولا العشرة ولا من السابقين ولا من اللاحقين، وليأت لنا بنص واحد فقط ينقض هذه الدعوى التي ذكرت، وإذا ثبت هذا -الذي قلته- يكون الشيخ مخالفاً مرة أخرى لإجماع قولي وعملي، درجت عليه الأمة منذ عهد النبوة إلى اليوم.

نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست