نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 64
وإلا فما معنى أن يؤمر الرجل بغض البصر؟) . وهذا غير صحيح فإن مجرد صورة المرأة، تحدث نوعاً من تداعي المشاعر عند الرجل، وهذا أمر مشاهد عند كل إنسان، حتى لو كانت المرأة محجبة، ثم هب أن الغض هو عن الوجه، فإن المسلم الذي يؤمر بغض بصره، قد يحدث أن يرى كافرة أو فاسقة أو امرأة على حين غرة فيؤمر بغض بصره عنها.
• ومثله حديث: (إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه) فليس المعنى رآها في الوجه، ومن قال: إن الإنسان لا تثور غريزته إلا إذا رأى وجه المرأة؟ أحياناً رؤية كف المرأة أقوى في الإثارة من رؤية وجهها. ورؤية بدنها وهو مستور -أحياناً- أقوى في التأثير من رؤية وجهها. أما قصة سفعاء الخدين التي استدل بها أن امرأة لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكن أكثر حطب جهنم) قامت وقالت: لم يا رسول الله؟ . . . الحديث. فهذه قصة واقعة عينية، يعني حادثة معينة يتطرق إليها احتمالات كثيرة وبناء على هذه الاحتمالات لا يمكن الاستدلال بها. فهل كانت هذه القصة قبل الحجاب أو بعد الحجاب؟ هل كانت هذه المرأة حرة؟ أم ليست حرة؟ وقد جاء في المسند (أنها كانت من سفلة النساء) ، هل كانت هذه المرأة من القواعد؟ ومعروف أن الله عز وجل قال: [والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) .
إضافة إلى ما في قوله (. . . سفعاء الخدين) يعني في خديها سواد من الدلالة وكذلك قوله من (. . . سفلة النساء) . مع أن للمؤلف موقفاً من الحديث يأتي ذكره.
• أما قصة الفضل بن العباس والخثعمية التي استدل بها أن الرسول عليه السلام كان أردف الفضل في حجة الوداع فجاءت امرأة تسأل فنظر إليها الفضل فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجه الفضل عنها. . . الحديث.
قال الغزالي هذا دليل على أنها كانت كاشفة الوجه ولا أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم، والجواب على ذلك: أن والد هذه المرأة أراد عرضها على النبي صلى الله عليه وسلم لعلها تعجبه فيتزوج بها.
• قال الحافظ بن حجر في "الفتح 4/ 68": (وروى أبو يعلى بإسناد قوي من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن الفضل (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه بنت له حسناء فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم -رجاء أن يتزوجها) .
• أما قولها إن أبي أدركته الفريضة شيخاً لا يستقيم على الراحلة فيحمل على أنها تقصد
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 64