نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 86
وهو لم يذكر -في الحقيقة- من غضب المفتي شيئا. ذكر أن المفتي أفتى بهذا، وهذا مذهب الأئمة الثلاثة-فيما أعلم-.
المشهور أنه لا يجوز إخراج الزكاة -زكاة الفطر- نقودا، بل لابد أن تكون طعاما، ولعل هذا يؤكد أن الشيخ يسقط مشاعره -أحيانا- على الآخرين، فإنه هو الذي يحدث منه الغضب والانفعال إزاء مخالفيه.
• وفي (الدعوة تستقبل قرنها الخامس عشر ص71) يقول: (رأيت من أشباه المتعلمين ناسا يتصورون الإسلام يحد من جهاته الأربع بلحية في وجه الرجل، ونقاب في وجه المرأة، ورفض للتصوير ولو على ورقة، ورفض للغناء والموسيقي ولو في مناسبات شريفة وبكلمات لطيفة) .
• ويبلغ الانفعال ذروته بالشيخ حين يقول -بالحرف الواحد- معللا مواقفه القاسية وعبارته الفظة المنكرة يقول في (سر تأخر العرب ص52) : (الصحوة الإسلامية المعاصرة مهددة من أعداء كثيرين والغريب أن أخطر خصومها نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية وهو أبعد الناس عن السلف إنها ادعاء السلفية وليست السلفية الصحيحة) أ. هـ.
ثم علق بالهامش بقوله: (والسلفية تعني العودة إلى عقيدة السلف وأخلاقهم السمحة الكريمة وليست الدعوة بواسطة التصيد والحقد) .
• شيء عجيب أيها الأخوة يعني أخطر على الإسلام من اليهود؟ نعم. من النصارى؟ نعم. من الشيوعين؟ نعم. من الحكام الظلمة؟ نعم. من القبوريين؟ نعم. من الصوفية؟ نعم. أخطر على الإسلام من كل ذلك، الفكر الديني الذي يلبس ثوب السلفية!
فعلا كلام عجيب، لو أن الشيخ خص أفرادا لقلنا ربما يوجد في أوساط بعض المتسننة شباب عندهم طيش، عندهم تعجل، عندهم ضيق أفق، هذا لا ينكر، لكنها تبقى حالات فردية وقضايا خاصة، ويبقى أن قضية "الفكر السلفي" ليس حكرا على طائفة معينة، ولا على فرد معين، الفكر السلفي اليوم يكتسح الساحة في كثير من بلاد الإسلام، والصحوة الإسلامية غالبها ينتسب إلى هذا التيار حتى أن الغزالي نفسه أشار إلى ذلك، ففي الكلام الذي نقلته قبل قليل قال: (إنهم ظهروا بغتة في أقطار متباعدة) . وفي موضع آخر قال: (وقد كثر هؤلاء في هذه الأيام العجاف) .
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 86