نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 87
ثمت بعض التعليقات الخفيفة أختم بها هذه الكلمات:
أولا:
أين الكلام النظري في معالجة الأمر بالحكمة، لقد قال الشيخ في كلامه السابق إنه لابد من الهدوء في معالجة الأمر والحكمة وتحمل الخلاف، وألا يفسد الخلاف للود قضية وتجنب الوقيعة في السلف وتجنب الطعن في الأئمة، لأن الأمة تبقى بلا تاريخ بلا قيم فأين ذلك الكلام النظري؟!
ثانيا:
أخفق الغزالي في الامتحان الذي وضع سؤاله بنفسه وهل يخفق إنسان في امتحان وضع سؤاله بنفسه؟ نعم، لقد أخفق الشيخ.
في "عقيدة المسلم ص13" يقول: (وربما لمحت في أخلاق بعض المجادلين عوجا وفي أسلوبهم عنفا فأوثر مغفرة هذا على مقابلة السيئة بمثلها لأننا أمة فقيرة جدا إلى التجمع والائتلاف فلندفع ثمن هذا من أعصابنا والمرجع إلى الله) .
وحينئذ يحق لنا أن نخاطب الشيخ بقول أبي الأسود:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك ينفع إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
• فعلا إن هذا الأسلوب الهجومي الذي شنه الشيخ جعل أي قارئ فيه أثر من الولاء السلفي يرفض آراء الشيخ غثها وسمينها خطأها وصحيحها، لأنه ربما قفز إلى ذهنه ألف ظن، وألف تساؤل حول دوافع هذا الموقف وبواعثه ومن حقه أن يقع له ذلك، فإن هذه الطريقة لاشك ليست طريقة تقويم وتربية وإصلاح.
لقد نجح الشيخ في استعداء القراء عليه بهذه الطريقة -فسامحه الله وغفر الله لنا وله-.
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 87