نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 91
الموقف الأول: البكاء على الميت: ص16 من الكتاب:
قال: (انظر موقف عائشة رضي الله عنها عندما سمعت حديث أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، لقد أنكرته وحلفت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما قاله، وقالت بياناً لرفضها إياه - أين منكم قول الله سبحانه وتعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) إنها ترد ما يخالف القرآن بجرأة وثقه ومع ذلك فإن هذا الحديث المرفوض من عائشة ما يزال مثبتاً في الصحاح، بل إن ابن سعد في طبقاته الكبرى كرره في بضعة أسانيد) ثم يقول: (والذي تؤكده عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الكافر يعذب ببكاء أهله عليه) .
التعليق:-
1- إن الحديث (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) حديث متفق عليه عن عمر وعن ابن عمر رضي الله عنهما، وكذلك رواه عن عمر جمع من الصحابة منهم ابن عباس، وابن عمر، وأبو موسى الأشعري وأنس بن مالك، وغيرهم.
ورواه النسائي بسند صحيح عن عمران بن حصين (4/17) فإنكار عائشة لهذا الحديث مقابل بإثبات جمع كبير من الصحابة له، وهم عمر، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين، وغيرهم، وكما يقول الأصوليون المثبت مقدم على النافي. لأننا نتصور أنه قد يخفى على عائشة هذا الحديث فلم تسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن لا نتصور كيف يقول خمسة أو ستة من الصحابة إن الرسول-صلى الله عليه وسلم- قال هذا الحديث ويكون لم يقله؟. لا شك أن عائشة رضي الله عنها أنكرت ذلك، وقالت (إن عمر أو أبا عبد الرحمن -ابن عمر- لم يكذب لكنه نسي أو أخطأ) ومع ذلك فإن من الصعب أن ننسب هذا الوهم لعدد من الصحابة، ثم قد يقول قائل إن هؤلاء الصحابة قد أخذوه عن عمر، ومع ذلك لو أخذوه عن عمر (أي فرضنا جدلاً أن مدار الحديث على عمر) فإن كون هؤلاء الستة من الصحابة يأخذون الحديث مأخذ التسليم دليل على أنه حديث صحيح نقلاً وعقلاً ولا يمكن أن يتقبله ستة من الصحابة ثم نقول إن هذا الحديث لا يمكن أن يكون مقبولاً عقلاً، وهل يقول أحد إن هؤلاء الذين قبلوه كانوا بلا عقول؟
2- إن العلماء لهم مسالك في فهم الحديث (إن الميت ليعذب ببكاء أهله) أصح هذه المسالك - في نظري- المسلك الذي ذهب إليه الإمام الطبري، والإمام ابن تيمية
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 91