responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 92
وغيرهما من أهل العلم وهو: أن معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يعذب ببكاء أهله عليه) أي أنه يتألم لبكائهم وحزنهم لا أن ذلك عذاب القبر أو عذاب الآخرة.
• وبذلك نعلم أن الميت يدري أن أهله يبكون عليه خاصة إذا كانوا يبكون وهم قريبون منه، كما إذا كان هذا الميت لم يذهب به إلى قبره أو كان ذهب به إلى قبره وهم يبكون عليه عند القبر، كما يفعله كثير من الناس في الجاهلية وفي العصور المتأخرة أيضاً فبذلك يكون الميت قد ردت روحه إليه كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحاح، ويسمع بكاء أهله فيحزن لبكائهم.
• ومن أهل العلم من قال إن الحديث يحمل على من رضي بهذا البكاء أو أوصى به أو أمر به كما كان يفعله أهل الجاهلية، وهذا مسلك الإمام الخطابي.
• ومنهم من قال إنه يعذب بخصال يبكونها فيه، فقد يقول أهل الميت مثلاً: (واحزناه على فلان الكريم الشجاع الجواد ... ) ويذكرون خصالاً كثيرة فيه هذه الخصال لم يستفد منها في الدعوة إلى الله عز وجل، ولا في نشر الإسلام، لكن سخرها في المعاصي فكان يعذب بها، فيعذب بأشياء يبكونها فيه.
• على كل حال فالأقوال في المسألة كثيرة لكن القول الأول أنه يعذب، أي يحزن ويتألم هو أقوى الأقوال في نظري.
وبذلك يتبين أنه لا إشكال الحديث.
3- لننظر في استنكار المؤلف لوجود الحديث في الصحاح فإنه يقول: (ومع ذلك فإن هذا الحديث المرفوض من عائشة لا يزال مثبتاً في الصحاح) إننا قد نقبل استنكار حديث في سنده مقبول على إغماض -كما يعبر المؤلف- لكن متن يرويه عمر وغيره مباشرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف لا يكون مثبتاً في الصحاح، وما هو الضير أن يكون موجوداً في البخاري أو مسلم، فضلاً عن أن يكون موجوداً في طبقات ابن سعد أو غيرها من كتب السنة؟!
4- من روى حديث عائشة هذا، حديث عائشة التي نفت فيه (إن الميت) وأثبتت (إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه) من رواه؟ الأئمة أنفسهم الذين رووا حديث عمر وابن عمر وابن عمر هم الذين رووا حديث عائشة، فأثبتوا هذا إلى جوار هذا، وهذا الذي تقتضيه الأمانة العلمية، والأمانة الشرعية، خاصة وأن حديث عائشة قد يفيد معنى جديداً يزيد حديث عمر وضوحاً كما سيأتي.

نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست