نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 94
الموقف الثاني: قصة موسى وملك الموت (ص 206)
يقول الشيخ (وقد وقع لي وأنا بالجزائر - أن طالباً سألني أصحيح أن موسى عليه السلام فقأ عين ملك الموت عندما جاء لقبض روحه بعدما استوفى أجله، فقلت للطالب وأنا ضائق الصدر ماذا يفيدك هذا الحديث؟ إنه لا يتصل بعقيدة ولا يرتبط به عمل) ثم قال له: (اشتغل بما هو أجدى) يقول: (وعدت لنفسي أفكر، إن الحديث صحيح السند لكن متنه يثير الريبة ... يفيد أن موسى يكره الموت ولا يحب لقاء الله بعدما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض بالنسبة للصالحين من عباد الله، كما جاء في الحديث الآخر (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) فكيف بأنبياء الله، وكيف بواحد من أولي العزم، إن كراهيته للموت بعدما جاء ملكه أمر مستغرب، ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرض للبشر من عمى أو عور، ذلك بعيد) إلى أن يقول في (ص 28) (قال المازري: قد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث وأنكر تصوره) ثم ذكر أجوبة -نقلها الغزالي عنه-، وبعد ذلك قال الغزالي: (هذا الدفاع كله خفيف الوزن وهو دفاع تافه لا يساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل في أعراض المسلمين، والعلة في المتن يبصرها المحققون وتخفى على أصحاب الفكر السطحي) .
التعليق:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة مجيء ملك الموت إلى موسى عليه السلام. رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأحمد في مسنده، وابن خزيمة، وغيرهم، وقول المؤلف في أول حديثه (ماذا يفيدك هذا الحديث) لهذا الطالب السائل، أقول فوائد الحديث كثيرة: منها ابتلاء الإنسان بالإيمان الغيب، فإن الله عز وجل جعل من أخص خصائص المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب: (الذين يؤمنون بالغيب) . فهذا الحديث وغيره من الأحاديث التي ثبتت هي من الغيب الذي يبتلي المؤمنون بالإيمان به- فضلاً عن ربط المؤمن بالأجيال السابقة من خلال هذه التفصيلات النبوية، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يذكر لبعض أصحابه بعض القضايا والقصص والتفاصيل والأحداث التي حدثت في الأجيال والقرون السابقة حتى يربطهم بتلك الأجيال ويشعرهم بأن السابق واللاحق من أمة الإسلام أمة واحدة، يدعو لاحقها لسابقها، ويدعو سابقها للاحقها. وإلا فأنت تجد كثيراً من القصص التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بني إسرائيل في الصحيحين وغيرهما، وقد يرد السؤال نفسه، ما الفائدة منها؟ فنقول: هذه الفائدة:
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 94