نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 231
الذي منه هارون عليه السلام، ومما يدل على أن مريم من سبط هارون قول الله عز وجل {يَا أُخْتَ هَارُونَ} مريم آية (28) .
قال السدي: قيل لها (يا أخت هارون) أي أخي موسى لأنها من نسله كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر[1]. [1] تفسير ابن كثير (3/112) ولا يعكر على هذا التفسير ما روى عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا: "أرأيت ما تقرؤون {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم " أخرجه مسلم (3/685) فهذا لا ينفي ما ذكر من المعنى السابق لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بين أن لفظ الأخوة في الآية ليست أخوة النسب بمعنى أن تكون هي وإياه خرجا من بطن واحد، وإنما المراد التشبيه به أو بغيره في الصلاح. ومما يستدل به على أن مريم من نسل هارون قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} فالله تعالى ذكر هنا آل عمران، وذكر القرطبي في تفسيره (4/63) عن مقاتل في "آل عمران" أن المقصود به عمران أبو موسى وهارون"،فتكون مريم من ذلك النسل، لأنه ذكر قصتها بعد ذلك دليلاً على ما أنعم الله به على ذلك البيت. مما يؤيد هذا أن آل عمران وخاصة بني هارون عند اليهود هم المكلفون بالأمور التي تتعلق بالعبادة لديهم ولهم وضعية خاصة في تشريع اليهود وهذا يوحى بالاصطفاء الخاص فإن كل واحد من المذكورين في الآية له اصطفاء خاص من ناحية ذريته.
فآدم عليه السلام نبي والناس كلهم ذريته، ونوح عليه السلام إصطفى بالنبوة وأن ذريته هم الباقون، وإبراهيم عليه السلام اصطفى بالنبوة والخلة وأن النبوة من بعده في ذريته، وآل عمران اصطفوا بأن فيهم نبوة والقيام بالشؤون الدينية لدى اليهود وخاصة نسل هارون عليه السلام فتكون الآية دليلاً على أن مريم بنت عمران من نسل هارون بن عمران عليه السلام.
ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} قال إبن إسحاق: أي مفرغاً للعبادة لخدمة بيت المقدس. تفسير ابن كثير (1/315) ، ويؤيد هذا ويؤكده قوله تعالى عن مريم {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} آل عمران (37) ففيه دلالة على أنها من خدم البيت وعُبَّاده وخدمة بيت المقدس كما سبق ذكره خاصة بآل هارون عليه السلام.
نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 231