ويعلم المسلم بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن الله - تعالى - خلق العباد لطاعته وبيّنها لهم، وأمرهم بها ونهاهم عن معصيته، وبينها لهم، وجعل لهم القدرة والمشيئة التي يتمكنون بها من فعل أوامر الله، فيحصل لهم الثواب، ومن فعل معاصيه فيستحقون العقاب.
ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله - تعالى - وأما الأقدار التي لم يجعل الله لعباده فيها مشيئة ولا اختيارا، وإنما يجريها عليهم على الرغم من إرادتهم مثل الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، ومثل الفقر والمرض والمصائب ونحو هذا، فإن الله لا يؤاخذ على ذلك ولا يعاقب عليه الإنسان، بل يأجره على المصائب والفقر والمرض إذا صبر ورضي بقدر الله أجرا عظيما، كل هذا الذي تقدم يجب على المسلم أن يؤمن به.
وأعظم المسلمين إيمانا بالله وأقربهم منه وأعلاهم منزلا في الجنة (المحسنون) ، الذين يعبدون الله ويعظمونه ويخشعون له كأنهم يرونه، ولا يعصونه في سرهم وعلانيتهم، ويعتقدون أنه يراهم أينما كانوا، ولا يخفى عليه شيء من أفعالهم وأقوالهم ونياتهم، فيطيعون أمره،