أعلم بما يصلح أحوال خلقه، وهو بهم أرحم، وقد جعل هذه الحدود كفارة لذنوب المجرمين من المسلمين، وحماية للمجتمع من شرهم وشر غيرهم، والذين يعيبون قتل القاتل وقطع يد السارق من أعداء الإسلام وأدعيائه إنما يعيبون قطع عضو مريض فاسد إذا لم يقطع سرى فساده في المجتمع بأسره [1] وفي الوقت نفسه يستحسنون قتل الأبرياء من أجل أغراضهم الظالمة.
[سابعا في السياسة الخارجية]
سابعا: في السياسة الخارجية أمر الله المسلمين وولاة أمورهم أن يدعو غير المسلمين إلى الإسلام، لينقذوهم به من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالله، ومن شقاء الانغماس في ماديات هذه الحياة الدنيا، والحرمان من السعادة الروحية التي ينعم بها المسلمون حقًّا.
فأمر الله هذا للمسلم هو أن يكون إنسانا صالحا ينفع جميع بني الإنسان بصلاحه، ويسعى لإنقاذ البشر جميعا، بخلاف المناهج البشرية، فإنها تطلب من الإنسان أن يكون مواطنا [1] وهذا أولى من قطع العضو المريض الفاسد باختيار المريض وأهله لسلامة جسده.