responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 144
الإجماع التاسع عشر
وأجمعوا على أنه خالق لجميع الحوادث وحده، لا خالق لشيء منها (سواه) [1] وقد زجر الله عز وجل من ظن ذلك بقوله: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [2] كما زجر من ادعى إلهاً غيره بقوله تعالى: {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} [3]، وإنما سمى غيره خالقاً في قوله: {اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [4] وإن كان خالقاً وحده على طريق الاتساع، كما يقال: عدل العمرين على طريق الاتساع، وإن كان عمر واحداً.

[1] ما بين المعقوفتين من (ت) .
[2] سورة فاطر آية: (3) .
[3] وردت مرتين في سورة القصص آية: (71، 72) .
[4] سورة المؤمنين آية: (14) .
أجمع أهل السنة على أن الله خالق لجميع الحوادث، ومنها أفعال العباد خيرها وشرها، وقد سبق توضيح ذلك. (انظر الإجماع الخامس عشر والسادس عشر) .
أما ما ذهب إليه في الآية {اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} من أنها من باب الاتساع، ولا يطلق لفظ الخلق إلا على الله، فليس كذلك. وذلك أن الخلق في الآية بمعنى الصنع كما ذكر ذلك أهل اللغة والتفسير وقد ذكر ابن جرير عن مجاهد أنه قال في الآية: "يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين". ورجح ابن جرير ذلك، وقال: إن العرب تسمى كل صانع خالقاً، ومنه قول زهير بن أبي سلمى: ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري. (انظر تفسير الطبري 18/11) .
وقال القرطبي: "أحسن الخالقين"، أي: أتقن الصانعين يقال لمن صنع شيئاً خلقه، ثم ذكر قول زهير السابق وقال: ولا تنفى اللفظة عن البشر في معنى الصنع، وإنما هي منفية بمعنى الاختراع والإيجاد من العدم". (انظر الجامع لأحكام القرآن 12/110) .
وقال أبو حيان: "ومعنى الخالقين: المقدرين، وهو وصف يطلق على غير الله تعالى كما قال زهير". (انظر البحر المحيط 6/398) .
وقال أبو بكر الأنباري: الخلق في كلام العرب على وجهين:
أحدهما: الإنشاء على مثال أبدعه.
والآخر: التقدير. ثم ذكر أنه هو المراد في الآية (انظر لسان العرب 11/372، 373) .
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست