responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 163
الإجماع الأربعون
وأجمعوا على أن الصراط (جسر) [1] ممدود على جهنم يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم، وأنهم يتفاوتون في السرعة والإبطاء على قدر ذلك[2].
الإجماع الحادي والأربعون
وأجمعوا على أن الله تعالى يخرج من النار من كان في قلبه شيء من الإيمان بعد الانتقام منه[3].

[1] ما بين المعقوفتين من (ت) .
[2] أجمع أهل السنة على الإيمان بالصراط، وأنه جسر ممدود على ظهر جهنم، وقالوا: إن المراد من قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} المرور على الصراط في أرجح الأقوال. (انظر الفصل لابن حزم 4/266.، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني 1/121، ومجموع الفتاوى 4/279، ولوامع الأنوار 2/189) .
وقال شارح الطحاوية: "واختلف المفسرون في المراد بالورود المذكور في قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} ما هو؟ والأظهر والأقوى أنه المرور على الصراط.
قال: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة، قالت حفصة: فقلت يا رسول الله: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} ؟ فقال: ألم تسمعيه قال: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} والحديث في مسلم بنحو هذا المعنى" (انظر شرح الطحاوية ص364) .
والحديث الذي ذكره أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب 37 ج4/1942، وأحمد في المسند 6/420، وابن أبي عاصم في السنة، وقال الألباني: إسناده جيد على شرط مسلم وقد أخرجه. انظر السنة 2/414.
[3] أجمع أهل السنة على أن الله لا يخلد في النار من كان في قلبه شيء من الإيمان إذا أدخله فيها، وقد جاءت النصوص بذلك، منها ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تبارك وتعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسوّدوا… الحديث". أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب 15 ج1/11، ومسلم في كتاب الإيمان باب 82 ج1/172، وابن أبي عاصم في السنة 2/405، وأحمد في المسند 3/56، والآجري في الشريعة ص345، وقد عقد ابن خزيمة في كتابه التوحيد باباً في ذلك وساق فيه كثيراً من الروايات المؤيدة لهذا المذهب الحق. انظر ص286، وهكذا فعل ابن مندة في كتابه الإيمان انظر 3/783، والبيهقي في الاعتقاد ص88.
وقال الإمام أحمد: "ويخرج قوم من النار بعدما دخلوها ولبثوا فيها ما شاء الله، ثم يخرجهم من النار". (انظر السنة ص73، 74) .
وقال الطحاوي: "وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين بعد أن لقوا الله عارفين، وهم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز وجل في كتابه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته" (انظر شرح الطحاوية ص317) .
وقال ابن أبي زمنين: "وأهل السنة يؤمنون بأن الله عز وجل يدخل ناساً الجنة من أهل التوحيد بعدما مستهم النار برحمته تبارك وتعالى اسمه، وبشفاعة الشافعين". (انظر أصول السنة/ ق/ 9/ ب، وانظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص348، والفصل لابن حزم 4/45، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للحافظ الصابوني 1/124، 125، ومجموع الفتاوى لابن تيمية 3/375.
وقد خالف الخوارج والمعتزلة في ذلك، حيث ذهبوا إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار تنفيذاً لوعيد الله لهم، وغاب عنهم الموانع التي ذكرها الله في القرآن والسنة من إنفاذ هذا الوعيد مثل التوحيد وكثرة الحسنات الماحية، وكثرة المصائب المكفرة، وإقامة الحدود في الدنيا… إلى غير ذلك.
انظر تفصيل مقالتهم في شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص666، ومقالات الإسلاميين 1/168، والفصل لابن حزم 4/44- 58، والملل والنحل 1/50، 105، ولوامع الأنوار للسفاريني 1/370، 371.
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست