responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 165
وعلى أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة ترده أمته لا يظمأ من شرب منه، ويذاد عنه من بدل وغيّر بعده[1].
وعلى أن الإيمان بما جاء به من خبر الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات واجب[2].

[1] أجمع أهل السنة على أن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضاً عظيماً كما جاءت بذلك الروايات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا في المسجد إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسماً، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك". الحديث أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب 14 ج1/300، وأبو داود في كتاب السنة باب 26 ج5/110، والنسائي في كتاب الافتتاح باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم 2/133، 134، وأحمد في المسند 3/102.
وقال الإمام أحمد: "وحوض محمد صلى الله عليه وسلم حق ترده أمته، وله آنية يشربون بها منه". انظر رسالة السنة ص73، وانظر أيضاً كتاب الشريعة للآجري ص352، وأصول السنة لابن أبي زمنين ق/ 8/ أ، والإيمان لابن مندة 3/953، والفرق بين الفرق للبغدادي ص348، والفصل لابن حزم 4/66، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني 1/132 ضمن مجموعة الرسائل المنيرية، والفتن والملاحم لابن كثير 2/3- 39 بتصحيح وتعليق الشيخ إسماعيل الأنصاري.
وقال شارح الطحاوية: "الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر رواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابياً" (انظر شرح الطحاوية ص171) .
وقال السفاريني: "وحوض النبي صلى الله عليه وسلم حق ثابت بإجماع أهل الحق، وقال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه البدور السافرة: ورد ذكر الحوض من رواية بضعة وخمسين صحابياً منهم الخلفاء الأربعة الراشدون وحفاظ الصحابة المكثرون وغيرهم - رضوان الله عليهم أجمعين - ثم ذكر الأحاديث عنهم واحداً واحداً". (انظر لوامع الأنوار 2/194- 195) .
ولعلك تلاحظ مما سبق ذكره في حديث أنس أن الشرب من الحوض لا يكون إلا لأهل السنة والجماعة الذين اتبعوا سنته وساروا على نهجه، أما أهل الأهواء والبدع الذين أحدثوا وغيّروا، فهم مطرودون مبعدون عنه.
قال السفاريني: "… والحاصل أن من الذين يذادون عن الحوض جنس المفترين على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم من المحدثين في الدين من الروافض والخوارج وسائر أصحاب الأهواء والبدع الضالة…" (انظر لوامع الأنوار 2/197) .
ويدخل في أهل الأهواء أيضاً الباطنية الملاحدة وأصحاب الاتحاد ووحدة الوجود وكثير من المتصوفة الذين هجروا السنن والآثار واتبعوا الهوى وآراء الرجال.
[2] من المعلوم أنه يجب الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وما نطق به القرآن الكريم ومن ذلك الإيمان بخبر الإسراء والمعراج.
قال الطحاوي: "والمعراج حق، وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى فصلى الله عليه في الآخرة والأولى". (انظر شرح الطحاوية ص168، وانظر الإجماع الآتي) .
نام کتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست