وفقه وأعانه نجاه من ذلك كله[1].
وقد جعل الله سبحانه للإنسان في مقابلة هذه النفس، نفساً مطمئنة، فإذا أمرته النفس الأمارة بالسوء، نهته عنه النفس المطمئنة، فهو يطيع هذه مرة، وهذه مرة، وهو للغالب عليه منهما[2].
قال ابن القيم رحمه الله:"وقد ركب الله سبحانه في الإنسان نفسين: نفسا أمارة، ونفسا مطمئنة، وهما متعاديتان، فكل ما خف على هذه ثقل على هذه، وكلى ما التذت به هذه تألمت به الأخرى، فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله، وإيثار رضاه على هواها، وليس لها أنفع منه. وليس على النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله وما جاء به داعي الهوى، وليس عليها شيء أضر منه.. والحروب مستمرة لا تضع أوزارها إلا أن يستوفى أجلها من الدنيا"[3].
فلا أضر على إيمان الشخص ودينه من نفسه الأمارة بالسوء، التي هذا شأنها، وهذا وصفها، فهي سبب رئيس، وعضو فعال في إضعاف الإيمان وزعزعته وتوهينه.
ومن هنا لزم من أراد الحفاظ على إيمانه من النقص والضعف، أن يعنى بمحاسبة هذه النفس ومعاتبتها، وأن يكثر من لومها، حتى يسلم من مغبتها وعواقبها الوخيمة المردية.
أما محاسبة النفس فنوعان:
نوع قبل العمل، ونوع بعده. [1] انظر الروح لابن القيم (ص 226) . [2] انظر الوابل الصيب لابن القيم (ص 27) . [3] الجواب الكافي لابن القيم (ص 184، 185) .