ومن تأمل حال السلف وتدبر سيرهم علم ذلك، ورأى شدة حذرهم وتحذيرهم من رفقاء السوء من فساق ومبتدعة وغيرهم[1].
قال أبو الدرداء:"من فقه الرجل مدخله وممشاه وألفه"ثم قال أبو قلابة: بعد أن روى هذا الأثر عن أبي الدرداء: ألا ترى إلى قول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن يقتدي2
وقال الأصمعي عن هذا البيت:"لم أر بيتا أشبه بالسنة منه"[3].
وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال:"اعتبروا الناس بأخدانهم فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه".
وعن الأعمش قال:"كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس".
وقال سفيان:"ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب"
وقال قتادة:"إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم".
وقال الفضيل:"ليس للمؤمن أن يقعد مع كل من [1] انظر في ذلك على سبيل المثال العزلة للخطابي (ص،5 وما بعدها) والإبانة الابن بطة (2/431 وما بعدها) ، وغيرهما.
2 رواه ابن الأعرابي في معجمه (برقم: 1277) ومن طريقه الخطابي في العزلة (ص 59) .
ورواه ابن بطة في الإبانة (2/437، 439) بلفظ مقارب. [3] الإبانة لابن بطة (2/440) .